البنية الايقاعية في اعمال كمال خير بك الشعرية

Abstract

لم يسمع الكثيرون ربما بكمال خير بك )1980-1935( الشاعر والاكاديمي بقدر ما سمعوا بكمال خير بك المناضل السياسي والمقاوم العسكري والقيادي البارز في الحزب السوري القومي الاجتماعي. وإذا كانت الغفلة عنه كشاعر قد تعود الى استعماله أسماء مستعارة في ديوانيه الاولين وانقطاعه عن النشر بعد عام ،1965 فإن الغفلة عنه كأكادميّ مجهولة الاسباب. فقد انتسب كمال الى جامعة السوربون في باريس ليعدّ أطروحته الشهيرة المعنونة " حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر ... دراسة حول الاطار الاجتماعي الثقافي للاتجاهات والبنى الادبية"، والتي بدأها باشراف المستشرق الفرنسي جاك بيرك ثم أتمها وقدمها في جامعة جنيف عام 1972 ونال عليها شهادة الدكتوراه بدرجة الشرف. تناولت هذه الدراسة الاكادمية "القصيدة العربية الحديثة" ساعية لتحليل سماتها وسبر آفاقها التجديدية الحداثية. وهذا ليس بالامرالغريب عن الشاعر، إذ يقول، في معرض تبيانه السبب الشخصي الدافع الى اختيار موضوعه، أنه قد عايش ولادة هذا الشعر وتطوره, وساهم في جانب من خطواته الاولى. وتصف خالدة سعيد أهمية بحثه بقولها انها أمدّت مجلة "شعر" بزخم حقيقي, وتعتبر أنه قدم مساهمة حقيقية لتجربة المجلة من خلال أطروحته .وبما ان الدارسين أهملوا تجربة كمال خير بك الايقاعية في شعره فبقيت دون أي دراسة أكاديمية بحثية, دعاني ذلك, وكان من حسن حظي ودواعي سروري، لأتقدم بحمل عبء المهام البحثية ساعيا للكشف عن الانواع الشعرية التي كتبها ودراسة بنيتها الايقاعية. محاولا الاحاطة بالنواحي التجديدية في تجربته ، معتمدا على المنهج الوصفي التحليلي مستعينا" ببعض المناهج النقدية الاخرى حين تدعو الحاجة.