سمفونية القدم والأوتار النفسية

Abstract

كثيراً ما تغنى الشعراء العشاق بمشية حبيباتهم الحسان، وهي مشية ليست بعيدة من رمز الإيروسية المرتبطة بقدمي المرأة الفاتنة. ذلك أن إيقاع خطوها يستحضر في الذهن شهوات جنسية نتبينها من النتاج الفني بخاصة. ومرد ذلك في نظر علماء الأنتربولوجيا إلى وضعية القدم التي اكتسبها الإنسان عندما وقف على رجلين. فقد كان لهذه الوضعية تأثير في تركيبنا البيولوجي وفي تطور حياتنا الجنسية (العجيلي، 1989: س 258). فالقدم اعطت المرء صفاته الإنسانية لأنها وضعية فريدة من نوعها بين الكائنات الحية. فللقدم فضل في مضاعفة حجم الدماغ ولها الفضل كذلك في غنى الحياة الجنسية وتعقيدها عند الانسان بالقياس إلى الحيوان. فالوقوف على القدمين قلل مثلاً من شأن الإثارة الشمية وعوض عنها بأهمية النظر وتأمل الأعضاء التناسلية التي تصبح مكشوفة للعين، فضلاً عن الإثارة الجنسية التي لم تعد عند الإنسان خاضعة لزمن دون زمن. كل ذلك مهد الطريق لتأسيس الأسرة وبدء الحضارة الإنسانية. فالإنسان، الإنسان الجنسي homo sexuali، إنسان الإنتصاب الجسدي homo erectus، الإنسان العقل homo sapiens، يبدأ شعوره بالخجل من التعري بسبب هذه الوضعية العمودية كما يقول التحليل الفرويدي. (Freud, 1971: 50)