كنى الحيوان والجماد وظواهر الحياة : آباء اللغة العربية, نموذجاً, دراسة ومعجم

Abstract

إنّ اللّغة العربيّة ذاتُ شأن لأنّ اللهَ من عليها بالذّكر الحكيم، وهي وعاءٌ للفِكْر، فكُلّما كان الفكر متقدِّمًا انعكسَ على لُغتِنا. وفي لُغتِنا كنوزٌ تَبحَثُ عمّن يفُضُّها، ومن كنوز العربيّة الكُنية، فكان دافعي أن أتعرّفَ على هذا الموضوع أوّلًا، فبدأتُ بالمطالعة، وتحديدًا في الكتب التي تحمل اسمَ الكُنية، وفي المعاجم التي ضمّت عددًا كبيراً من الكُنى التي لا علاقة لها بالأعلام، فاستوقفتني هذه الظّاهرة، أي ظاهرة الكنية في الحيوان والجماد وبعض مظاهر الحياة، فتَخَمّرَتْ في رأسي نواةُ رسالة جامعية تتناول الكُنية في اللّغة العربيّة. بدأتأولاً بتعريف الكُنية لغةً واصطلاحًا في المعاجم القديمة والحديثة، وقسّمتُ دراستي إلى ثلاثة فصول: في الفصل الأ ول: بَيّنتُ الفرقَ بين الاسم والكنية واللقب والكناية، وعرضْتُ أحكامَ الترتيب بينها. ثمَ انتقلْتُ إلى تصريف الكُنية، وبيّنتُ أوْجُهَها التي تعدّدت؛ لما في ذلك من أهمّية في إغناء البحْث، ولإفادة القارئ على أهمّية الكُنية في الحياة الاجتماعية، الثقافية. في الفصل الثّاني: وضّحْتُ أصلَ الكُنية، وحقيقَتَها، وكيف ظهرت الكُنى عند العرب، ثُمّ كيف أضافوا الأبناء والبنات إلى آبائهم إكراماًو إحتراماً. وعَرَضْتُ أيضًا في هذا الفصل كيف ظهرتْ الكُنية عند العرب والمسلمين، وكيف كان للكُنى دلالاتٌ رمزيّة، وكنى الرّسول "صلّى الله عليه وسلّم" وخلفاؤه. إلّا أنّ هذا الفصلَ لن يكتمل إلّا بالكلام على تكنية الحيوان أو الجماد، وكيف امتدّت الكنى عند العرب والمسلمين لتشملَ الحيوانات التي تدور في فَلَكهمْ وتعيشُ في بيئاتهم، وسَرَدْتُ بعضَ كُنى الحيوان والجماد مع توضيح ظواهر الحياة قديمًا وحديثًا. أمّا في الفصل الثالث: فوضَعْتُ مُعجمًا لأبرز كنى الحيوان والجماد ومظاهر الحياة في اللّغة العربيّة: الآباء نموذجًا. واخترْتُ الآباءَ من دون الأمّهات لكي لا أتوسّع في هذا البحث، لأنّ الموضوع الذي نحن بصدده واسع وتشعّباته كثيرة، والبحث فيه سيطول إذا لم نحصره في عنوا ن محدّد. وفي الخاتمة عرضٌ لأهمّ ال نتائج التي توصّلْتُ إليها من خلال هذا البحث.