محبة القريب بحسب إنجيل متى : دراسة كتابية تفسيرية انطلاقا من حوار الرب يسوع مع الشاب الغني (مت 9: (22-91

Abstract

إن طبيعة الإنسان وفطرته تستدعيان عيشه في بيئة هادئة ومستقرة، وللحوصول إلى مثل هكذا بيئة يجب أن تتضافر جهود كل الأشخاص الموجودين فيها ضمن كث ير من الاعتبارات مثل المحبة والاحترام والالتزام. والمحبة هي لغة ينبغي لمن يرغب في ممارستها أن يتعلح أصولها. ويبقى المعلح الأولُ في هذا المضمار الر ب يسوع المسيح، الذي عاش المحبة إلى منتهاها، وعلح أتباعه وأوصاه بعيشها "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُ : أَحِبُّوا أَ عدَاءكَُ . بَارِكُوا 44 (. لذلك ومن : لاَعِنِيكُ . أَ حسِنُوا إِلَى مُ بغِضِيكُ ، وَصَلحُّوا لأَ جلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَ يكُ وَيَط رُدُو نَكُ " )مت 5 أجل تحقيق هذه البيئة التي تكلحمنا عنها سابقًا، والتي تضمن لأفرادها انسجامً ا وترابطًا فيما بينه كما يريد السيد، عملحنا في بحثنا هذا مجيبين علحى إشكال ي تنا التي تتساءل عن الآخر الذين يجب أن أحبَّه، وكيف أحبُّه، وك أحبُّه. وكيف أن هذه المحبة التي يق دمها الإنسان تساعد في كماله المسيحي، ودخوله الملحكوت؛ وذلك استنادًا -91 : علحى تعلحي الرب يسوع في إنجيل متى، عند حواره مع الشاب الغني الذي سأله عن احبياة الأبدية ) 91 .)22 تطور البحث في فصول متعددة، فبعد الفصل الأول والذي يحتوي المقدمة، قمنا في الفصل الثاني بدراسة 29 وتحلحيلحه سرديًّا، وهذا ما سيساه في تسهيل العملحية التفسيري ة : 91 و 91 : المقطع السياقي للآيتين 91 للحرسالة الإنجيلحية وإيضاحها. أما الفصلان الثالث والرابع فقمنا فيهما بإيضاح المعاني والرسالة الكامنة خلحف المقطع المتاوي عامة )21 : والآيتين 91 و 29 خص وصًا. بالإضافة إلى ربط هاتين الآيتين بما يماثلحهما في إنجيل متى وبالأخص ) 22 44 ( التي تتكلح عن الكمال المسيحي. : التي تتكلح عن محبة القريب أيضًا، و ) 5 في الفصل الخامس قمنا بالربط بين مفهومي "محبة القريب" و"الكمال" وتبيان أهمية تلاومهما في السلحوك المسيحي الذي يدعونا إليه الرب يسوع. أخيرًا، قمنا في الفصل السادس بتبويب المعاني المستنتجة من المقطع، حيث أظهرنا أن الرب يسوع عاش المحبة بالطريقة المثلحى، وأنه الكامل في سلحوكه وكلامه، وبالتالي فهو "المثال الأول" للحمحبة والكمال الذي ينبغي لكل مسيح ي أن يتمث ل به. أما من خلال فصول البحث فقد تو صلحنا إلى ما يلحي:  ارتباط العهدين القديم والجديد هو موضوعٌ هامٌّ عند الإنجيلحي متى، وشخص يسوع هو الذي حقق كل نبوءات العهد القديم ورمووه وأحداثه، لأنه هو المسيح المنتظر.  يأتي التفسير الصحيح لوصايا العهد القديم مع يسوع، الذي يؤ سس الملحكوت ويدعو إليه كل الأم ليشتركوا معه في المائدة الفردوسية ويت كئون مع إبراهي وإسحق ويعقوب.  وصية محبة القريب هي وصية موجودة في العهد القديم. ولكن ها لم تكن بهذه الأهمية مثل بقية ال وصايا الأساسية. وقد فهمها اليهود بطر ق متعددة ، بل وأحياناً متباين ة ، فمنه من جعلحها مغلحقةً ضمن حدود المجتمع الإسرائيلحي، ومنه من فتحها قلحيلًا لتشمل الغرباء أيضًا والدخلاء، ومنه من اعتبرها مو جهةً لكل الناس. لكن يسوع حس هذا الجدال الذي كان قائمًا في ومانه بين معلح مي الشريعة اليهود معلحنًا أن "القريب" هو ك ل إنسا ن ممكن أن يم ر في حياة المسيحي. وأن المحبة هي الطريق الموصلحة إلى الملحكوت.  يدعونا يسوع إلى الكمال، لأنه هو الكامل وحده في تصرفاته وأقواله. وهذه الدعوة إلى الكمال هي عن طريق التشب ه بالله بأن نكون كاملحين كما أن أبانا السماوي هو كامل. ويتحقق الكمال في المسيحية بطرق مختلحفة عما كانت عند علحماء اليهود ومف سريه للحعهد القديم، فهي ليست بالخضوع للحوصايا الناموسية فحسب، ولا حتى بممارسة الختان كعلام ة للحعهد بين الله وبني إسرائيل، وأيضًا لا يتمث ل الكمال بمجموعة من الأخلاق الاجتماعية، بل بالأحرى إنه نكران الذات بالكلحية، والالتزام بوصي ة محبة القريب، والأه من هذا وذاك هو الالتصاق بشخص يسوع المسيح. فيسوع لم يأتِ ليدل نا إلى طري ق يودي بنا إلى الكمال، بل ق دم ذاته لأنه هو "الكامل".