العلاقات بين المدينة والقرية عبر الأوقاف الأرثوذكسيّة المؤسِّسة في مدينة بيروت

Abstract

يعالج هذا المقال موضوع الوقف عبر تطور العلاقات بين الريف والمدينة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. فبعد ان تمركزت الأبرشيات في المدن وتمحورت حولها المؤسسات والأوقاف الكنسية، نشهد خلال المرحلة العثمانية انتقالا للمراكز الدينية الى الأرياف حيث تأسست الأديار وازدهرت. واصبحت الأوقاف المخصصة للزراعة المصدر الأساس لدعم إيرادات الأبرشيات. وحتى في المدن نجد ان قسمًا كبيرًا من أوقاف الأبرشيات كانت مخصّصة للنشاط الزراعي وهي التي دعمت نشاط المؤسسات الخيرية الناشئة في أواخر القرن التاسع عشر. لقد تأخر الأرثوذكس حتى نهاية القرن التاسع عشر في بلورة هذا الصراع بين الريف والمدينة الذي كان قد تفاقم باكرًا لدى الطوائف الأخرى، والذي أدّى إلى انقسام أبرشية بيروت وجبل لبنان إلى ابرشيتي: بيروت (المدينة) وجبيل والبترون (الجبل)

This article is dealing with the subject of waqf in the frame of the relation between countryside and city during the nineteenth and twentieth century in the Diocese of Beirut and Mount Lebanon. From the beginning of Christianity the different dioceses settled in the main cities where their properties and their institutions have been founded. We observe during the ottoman period a transfer of the religious institutions to the countryside where many monasteries have been founded and their waqf expanded. Those waqfs dedicated to agriculture became the main sources to sustain revenues of dioceses. Even in the frame of city’s waqf we found many lands in the suburb exploited for agriculture and which revenues were dedicated to the first caritative institutions founded in the end of the nineteenth century. The Greek orthodox has been late comparing to other communities in expressing this conflict between cities and countryside by dividing the diocese of Beirut and Mount Lebanon in two dioceses Jbayl and Batroun (rural) and Beirut (Urban)