حركات الإسلام السياسي وموقفها من المسيحية والمسيحيين المشرقيين : جماعة الإخوان المسلمين أنموذجاً

Abstract

حركات الإسلام السياسي تشكل اليوم الشغل الشاغل للعالم, فأخبار هذه الحركات تتقدم على سواها في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية و هذا طبعاً يرتبط بحجم الحضور السياسي لهذه الحركات واحتلالها منذ أواخر القرن المنصرم, المشهد السياسي العربي والاسلامي ولعل هذا الحضور ارتبط بجانب كبير منه بالسلوك العنفي لهذه الحركات وسعيها الواضح لالغاء كل المكونات الأخرى في المجتمعات العربية والاسلامية وصولاً الى قيامها بعمليات عسكرية تخطت حدود هذه البلدان تحت ذريعة ما اصطلح على تسميته عند أيمن الظواهري "بالعدو القريب والعدو البعيد". إن الحضور المتنامي للحركات الإسلامية العنيفة تحديداً بعد التطورات الهائلة التي شهدتها العديد من الدول العربية, تحت عنوان "الربيع العربي" يجعل هذه الحلركات في موقع المؤثر الفعلي على النسيج الاجتماعي العربي, ويسهم فس رسم مستقبل العديد من هذه الدول وصولاً للقول إننا اليوم نشهد صياغة خرائط سياسية جديدة ترسم حدودها بالدم. لا نذيع سراً إن قلنا إن تنظيم الإخوان المسلمين يعتبر العباءة التي خرجت من تحتها معظم الحركات الإسلامية العنفية وهذا عائد قطعاً (يجمع عليه الباحثين في شوؤن هذه الحركات) الى ما يعرف بتأثير طروحات سيد قطب المستمدة من رؤية أبي الأعلى المودودي على التنظيم وتحديداً في هذه المرحلة الدقيقة التي نعيشها. المسيحيون المشرقيون جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي في الدول العربية و الاسلاميةوهم أساس في بناء هذه المجتماعات و طبيعة بنائها و الواضح أنهم اليوم في ظل الصراع القائم يقفون في عين العاصفة ويعيشون قلقاً وجودياً. إن هذه الدراسة التي تهدف الى الكشف عن حقسقة رؤية حركات الإسلام السياسي للحضور والدور المسيحي في العلمين العربي والإسلامي تكتسب أهمية مضاعفه بفعل الأحداث والتطورات التي نعيشها وبفعل الاستهداف المباشر لهذا الحضور من قبل هذه الحركات في الدول تاعربية التي تشهد صراعات دامية.