النظرية اللغوية بين جرجي زيدان وعبد الله العلايلي : دراسة تحليلية

Abstract

جاءَتْ هذهِ الدّراسةُ بِعنوان "النّظريّةُ اللّغويّةُ بينَ جرجي زيدان وَعبد الله العلايليّ"، وَهيَ تتلخَّصُ بعدّةِ أفكارٍ مفادُها، التّعريفُ بِاللُّغةِ بالاستنادِ إلى بعضِ علماءِ اللُّغَةِ القُدامى وَالمُحْدثين، وَالحديثُ عَنْ نشأتِها؛ إذِ اختلفَتْ في ذلكَ نظرياتٌ عدّةٌ، كَنظريَّةِ التّوقيفِ، وَنظريَّةِ الاصطلاحِ، وَنظريَّةِ المحاكاة، ونظريَّةِ الاستجابةِ للأصواتِ التّعجّبيَّةِ النّاتجةِ عَنِ الانفعالاتِ، وَنظريَّةِ الاستجابةِ الصَّوتيَّةِ للحركاتِ العضليَّةِ الفطريَّةِ. وَتتابعُ الدّراسةُ الحديثَ عَنِ مراحلِ تطوُّرِ اللُّغَةِ العربيَّة منذُ العصرِ الجاهليِّ، وصولًا إلى عصرِ ازدهارِ اللُّغةِ، وَنشأةِ العلومِ اللُّغَويَّةِ كافَّةً، سواءٌ على صعيدِ المفرداتِ أمِ التَّراكيبِ. أمّا جوهرُ الدّراسةِ، فَيتلخَّصُ بِشرْحِ وَمناقشةِ آراءِ جرجي زيدانَ في اللُّغَةِ، مِنْ خلالِ كتابِهِ، "الفلسفةُ اللُّغَويَّةُ"؛ إذْ عرضَ لِخمسِ قضايا فاعلةٍ في نشأةِ اللُّغَةِ وَتطوُّرِها، قائمةٍ على مبدأ القلبِ وَالإبدالِ، وَالاشتقاقِ، وَالنَّحتِ، وَالموازينِ الصَّرفيَّةِ للأسماءِ وَالأفعالِ، وَعلى الأصلِ الثُّنائيِّ للُّغةِ، وَأصلِ الألفاظِ المُطلَقةِ المردودةِ إلى لفظٍ واحدٍ، وَالعلاقةِ بينَ الدّلالةِ الصُّوريَّةِ وَالدّلالةِ الحسّيّةِ. وَمِنْ خلالِ كتابِهِ "اللُّغَةُ العربيَّةُ كائنٌ حيٌّ"؛ فتابَعَ ما بدأهُ في "الفلسفةِ اللّغويَّةِ"، عارضًا لِنشأةِ وَتطوُّرِ اللُّغَةِ، تاريخيًّا وَفلسفيًّا، وَكيفَ أثَّرَتِ الألفاظُ الأعجميَّةُ فيها، وَكيفَ تطوَّرَتْ دلالاتُ ألفاظِها عبرَ العصورِ، بِالسّياقاتِ المختلفةِ، وَبخاصَّةٍ في العصْرِ الإسلاميِّ، وَعصْرِ التّدهور. في الجهةِ المقابِلةِ، تظهرُ آراءُ عبد الله العلايليّ في اللُّغَةِ، منْ خلالِ كتابِهِ، "مقدّمة لِدرسِ لُغَةِ العربِ، وَكيفَ نضعُ المعجمَ الجديدَ"؛ إذْ تناولَ واجتهدَ في العديدِ مِنَ القضايا النَّحوِيَّةِ وَالصَّرْفِيَّةِ؛ فَابتكَرَ أوزانًا كثيرةً في الأسماءِ وَالأفعالِ، ثمَّ حصرَ تطوُّرَ اللُّغةِ في ثلاثةِ أدوارٍ وَخمسِ حلقاتٍ، بدءًا بِالأصلِ الأحاديِّ للكلمةِ، وصولًا إلى المقطعِ الثّلاثيّ. وَفي كتابِهِ "المعجم"، توسَّعَ العلايليُّ في قضيَّةِ الموازينِ، وَقضايا لُغَويَّةٍ أخرى؛ فَكانَ هذا الكتابُ بِمثابةِ استكمالٍ لِما بدأهُ في "المقدّمةِ".