بيروت شعرا : من خلال قصيدة "مديح الظل العالي" لمحمود درويش, ومجموعة "بيادر الحنين" للعميد القيّم محمد ياسر الايوبي

Abstract

عرف التراث الإنساني مفهوم التّمدّن الذي يدعو إلى تخلّي الانسان عن شكله القديم و لبس ثوب التحضّر. وبطبيعته، يميل الإنسان إلى الجماعة التي تحثّه على التقدم والتطوّر من أجل العيش المشترك. ولخلق عالم . أفضل يحتاج الفرد إلى مدينة تستقطب الثقل الإنساني وتوفّر له العيش باطمئنان وسلام حتى يغزر إنتاجه. ما بين عامي 1950 - 1969 ، عرفت بيروت المدينة هذا الثقل الإنساني وسمّيت ب"سويسرا الشرق" نظراً لحضارتها وعراقتها، فاستقطبت الكثيرمن الأدمغة وأصحاب رؤوس الأموال، وكانت لهم باب الحريّة والديمقراطيّة. كانت بيروت آنذاك من أشهر وأهمّ المدن العربيّة التي تكاد لا تخلو من ذكرها قصيدة شاع ر. ومن أهمّ الشعراء الذين لجأوا إليها فوجدوا حريّتهم ومتنفّسهم، الشاعر الفلسطيني "محمود درويش". ولأنّها كانت محطّ أنظار الجميع غرقت في الحروب التي حوَلتها إلى مدينة دخا ن ومتاريس. فانسكبت شعراً في ديوان "مديح الظلّ العالي" للشاعر الكبير"محمود درويش" وأصبحت الحصن المنهار عليه بعدما كانت الملاذ والمأوى له، فأعادته إلى جرح أرضه وحلمه الذي حمله في كلَ مراحل حياته" الوطن". أمّا العميد القيّم "محمد ياسر الأيوبي"، فكانت له بيروت الأرض _الأم، عرفها بنهضتها وانكسارها، ولم يتخلّ عنها يوماً بل حمل همّها أكثر من أيّ شاع ر آخر، ليس فقط لأنَه الشاعر الإنسان بل لأنّ مس ؤ ول يّته الأمنيَة ودفاعه عن أرضه كانا هاجسه وهمَه الأكبر. وفي هذه الرسالة سنرى المراحل التي مرَت بها بيروت شعراً وكيف استطاعت أن تنهض من تحت الركام على يد رجل الإعمار الرئيس الشهيد "رفيق الحريري"، بين ديواني "بيادر الحنين" للشاعر اللبناني العميد القيّم "محمد ياسر الأيوبي"، والشاعر الفلسطيني "محمود درويش"، وكيف وحّدتهما قضيَة الأرض وخيّب ظنَهما التواطؤ العالمي والتخاذل العربي والعدوان الصهيوني الذي كان وراء مصاب بيروت.